منتديات شباب العراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب العراق

لا مكان للجبناء في منتديات شباب العراق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ الاهوار العراقيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
jajao
عضو شاد حيلة
jajao


عدد الرسائل : 299
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

تاريخ الاهوار العراقيه Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الاهوار العراقيه   تاريخ الاهوار العراقيه I_icon_minitimeالجمعة أبريل 11, 2008 12:14 pm

تاريخ الاهوار والاهمية الاقتصادية
تاريخ الاهوار العراقيه Haideralsafei
حيدر شامان الصافي
28/03/2008
قراءات: 75




تقول الحكمة المكتوبة بالخط المسماري على لوح طين سومري: "حيث ما تغمر المياه الأرض ينمو الخير وتخرج أجنحة السعادة إلى الوجود". هبة من الله أن تغمر أرض الرافدين المياه وتنفرد بوجود ذلك العالم الساحر الجميل والغريب (الأهوار) .
وعلى مر العصور انقسمت منطقة الاهوار الهائلة الى مناطق ذات فيضانات فصلية والى مناطق اهوار شبه دائمة تغذيها تفرعات دجلة والفرات والى منطقة وسطى من مستنقعات. ورغم وقوع منطقة الاهوار بين النهرين لكنها اكثر انخفاضا منهما.
يذكر الدكتور مصطفى سليم في اطروحته: ان كثير من القبائل البدوية التي هاجرت من الجزيرة العربية أبان الجفاف الذي كان يصيب الجزيرة لسنوات اتخذت من الاهوار ملجأ ووسيلة للعيش.
ان منطقة الاهوار التي اتخذها الزنج في ثورتهم في ايلول عام 869م واتخذها لاحقا غيرهم قواعد وتحصينات لجيوشهم كانت لفترة طويلة محط انظار الصحفيين والكتاب والمصورين لاجراء التحقيقات والدراسات عن الحياة الغريبة على سطح المياه وسط سيقان البردي وعيدان القصب العملاق في المياه والحيوانات غير الداجنة كالخنازير القاتلة.
ان الانسان في هذه المناطق استطاع افتراش مسطح الماء باكواخ من القصب سابحة تعلو وتنخفض تحوم حولها الكثير من الطيور الجميلة المهاجرة. وكل كوخ عبارة عن جزيرة قائمة وتبنى هذه الاكواخ بوضع حزم من القصب وتكديسها بعضها فوق بعض ثم تملأ الفراغات فيما بينها بمختلف الحشائش والنباتات حتى يرتفع مستواها عن مستوى سطح الماء.

الاهوار أو البطائح
هي مساحات واسعة من الاراضي المنخفضة المغمورة بالمياه الراكدة والمستنقعات تقع بين واسط والبصرة قرب مجرى نهري دجلة والفرات وقد حدثت البطائح من جراء فيضان نهري دجلة والفرات وطغيانهما طغيانا هائلا في آن واحد في العصور القديمة مما ادى الى هدم السدود ونسف مشاريع الارواء وتحويل مجرى النهرين عن مسارهما الاصلي الى مسارات جديدة تبطحت في الاراضي المنخفضة وبذلك تحولت الاراضي الشاسعة التي تمتد من الكوفة وواسط الى البصرة الى اهوار ومستنقعات عرفت باسم البطائح.
ويحدد المسعودي (ت346هـ) مساحتها بخمسين فرسخا (مائة ميل) طولا وعرضها مثل ذلك. فيما قدرها شاكر مصطفى سليم بعشرين الف كيلو متر مربع اما داود سلوم فقدرها بـ(93) الف كيلو متر مربع.
يقول الدكتور احمد سوسة: انه حدث في عهد الملك نورا دادا ملك لارسا (1865-1850) قبل الميلاد فيضان عات خارق للعادة يعد اشد الفيضانات التي شهدتها البلاد في تلك الازمان فادى الى غرق منطقة سومر الجنوبية باسرها وتحويل مجرى نهر الفرات الى فرع بابل وشمل الفيضان نهر دجلة الذي تحول مجراه الاصلي باتجاه بلدة العمارة الى جهة الغراف وهكذا صار دجلة والفرات يلتقيان في اور فتجري مياهمها الموحدة من هناك مارة بمدينة الزبير الحالية ثم تتصل بخور عبدالله في جدول مدخل جزيرة بوبيان وذلك بعد ان كان نهر دجلة يصب في الخليج العربي على انفراد.
ان رأي احمد سوسة يخالف ما ذهب اليه البلاذري (ت 279هـ) وياقوت (ت 626هـ) من ان البطائح حدثت في العهد الساساني المتأخر وانها حلت محل ارض عامرة وقرى متصلة. دائرة المعارف الاسلامية تشير الى ان هذه البطائح قد اتسعت اتساعا كبيرا في القرون الاخيرة من الحكم الساساني بسبب حدوث فيضانات شديدة اكتسحت امامها السدود، يضاف الى ذلك اهمال شأن هذه السدود وعدم المبادرة في اصلاحها ففي عام 9 هـ زاد الفرات ودجلة زيادة عظيمة لم ير مثلها وانبثقت بثوق كثيرة في مواضع من النهرين حتى غلب ماؤها واغرق كثيرا من الاراضي العامرة بالزراعة حين وصول المسلمين الاوائل الى العراق فاتحين فكانت الحروب مع الفرس مدعاة وعدم الالتفات الى شدة تدفق المياه وتغلبها على النواحي فدخلها الناس بالسفن فرأوا فيها مواضع عالية لم يصل اليها الماء فبنوا فوقها قرى وسكنها قوم وزرعوها بالرز.. وتحصن بها قوم خارجون عن السلطة واصبحت تلك المناطق غير خاضعة لنفوذ السلطان منذ العهد البويهي على العراق.
اعتمد السومريون في زراعتهم البطائحية على تجفيف الاهوار قبل التوسع في الزراعة بعد احتكاكهم بالاكديين الذين ادخلوا الى العراق الحضارة النهرية القائمة على الزراعة التي تعتمد على الري الدائم وهي الحضارة التي اسسها العرب في جزيرتهم قبل نزوحهم منها كما يذكر ذلك احمد سوسة.
يقول المؤرخ المعروف جواد علي: تدل آثار السدود والنواظم التي ترجع الى ما قبل الاسلام على ان العرب كان لهم علم واسع بتنظيم امور الارواء والافادة من مياه الامطار والسيول والانهار وكذلك انواع الابار والسدود والمسالك. وعلى الزراعة المعتمدة على تجفيف الاهوار سار خلفاء بني امية وقد اعطت نتائج كبيرة من محصول الارز فضلا عن قصب السكر. ويشير صاحب كتاب نبذة من كتاب الخراج وصنعة الكتابة: انه لما ولى عبدالله بن دراج خراج العراق استخرج من ارض البطائح ما بلغت غلته خمسة الاف الف درهم فشجع ذلك خلفاء بني امية فاستمروا باحياء البطائح واستصلاحها حتى ان اهل البصرة الاوائل كما يذكر صاحب كتاب (البصرة ذات الوشاحين) اعتمدوا منذ ايام تأسيسها على ماء البطيحة، فقد كان ماؤها اعذب من ماء دجلة وكان ماء البطيحة يصل اطراف البصرة الذي يزداد في اوقات الفيضان فيذهب الماء الى المزارع فينصرف الى البطيحة.

سكان الاهوار
يقول مؤلف كتاب قصبة في مهب الريح: كانت الاهوار تمتد بعيدا الى الشمال حينما نزح المهاجرون الى الشرق قبل اكثر من خمسة الاف سنة ليستوطنوا هذه المناطق ولعبت عوامل اخرى كثيرة دورها خلال العصور المظلمة فضلا عن الغزوات المتعاقبة للميديين والفرس والرومانيين والاغريقيين في ادخال دماء اجنبية الى سكان الاهوار الذين يعيشون في مساحات واسعة من المياه في اكواخ القصب قائمة على جزر عائمة في المياه.
اما شاكر مصطفى سليم فيقول: انه يبدو معقولا ان نعتقد ان قسما من سكان الاهوار تحدروا من اصول بابلية سومرية تعرضوا لكثير من الاختلاط الذي تسبب عن الهجرات او التزاوج مع الايرانيين في القسم الشرقي من منطقة الاهوار ومع بدو الجزيرة العربية في القسم الغربي والقسم الاخر لجأ الى الاهوار جماعات وعشائر من ايران والجزيرة العربية، ويسجل حسن الخياط (جغرافية اهوار العراق) تميز انسان الاهوار بنمط اقتصادي واجتماعي وحضاري معين فنباتاته وحيواناته متميزة وليست في العالـم العربي وخـارجـه اقاليـم كثيرة مماثلة له.
ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز (رض) يقول: كان سكان الاهوار وهم خليط من النبط سكان العراق الاصليين والزنج والزط والاساورة والسيابجة فضلا عن العشائر العربية المستوطنة يمدون سكان البصرة بالرز والسمك وقصب السكر ورغم ذلك كانوا يعيشون في فقر شديد نتيجة لما كانوا يعانونه من نظام الضرائب المعمول به آنذاك وقسوة جامعي الخراج حتى انصفهم عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد برفع الضرائب عن كاهلهم.
ابن رسته في الاعلاق النفيسة يصف البطائح بانها خزانة اهل البصرة يجتمع فيها الماء وينبت فيها القصب لمنافعهم ومنها سمكهم من الطري والمالح وفي نواصيها مزارع منها طعامهم.اشتهرت من سكان البطائح وسلالاتهم .
جرت محاولات لتجفيف الأهوار في العهد الأموي بدافع الزيادة في الخراج. ولم يقدر وكيل معاوية على التجفيف، ثم عجز الحجاج عنه لأنه الوليد بن عبد الملك استكثر التكاليف. وفي العهد العباسي أوان ثورة الزنج بالبصرة، حاول ولي العهد الموفق بالله تجفيفها، لتسهل مطاردة الثوار فيها. كذلك جرت محاولات التجفيف أوان السلطنتين البويهية والسلجوقية. فبسبب تمرد عمران بن شاهين عمد البويهيون إلى (سد أفواه الأنهار الداخلة في البطائح، فضاع فيها الزمان والأموال، وجاءت المدود، وبثق الحسن بن عمران بعض السدود). وأطرف ما في الأمر أن أهدى بختيار البويهي لابن شاهين مجموعة من الخيل، وربما لا يعلم، وهو الديلمي، أن خيل الأهوار قواربها وسفنها، لذا رد ابن شاهين الهدية مع عبارة: (لأن دوابي هذه السفن) .

الأهمية الاقتصادية:
تعتبر منطقة الاهوار الجنوبية في العراق من أكثر أقاليم المنطقة ثراء، فرغم التخلف والإهمال المتعمد لهذه المنطقة، ثقافياً، وصناعياً، اجتماعياً، فان أكواخ هذه المنطقة بهذه المنطقة، معسريها تشيد فوق بحيرات النفط الغنية جداً فمن المعلوم إن المنطقة بهذه الثروة العظمة...
في هذه المنطقة وحواليها يتفجر نفط العرق غزيراً في كل من حقل بزر كان في محافظة ميسان ، وحقل غربي القرنة ، وحقل الرملية الشمالي في البصرة، وحقل نهر عمر، وحقل اللحيس وكلاهما غرب البصرة، وحقل مجنون في حدود العمارة وغيرها ...
وتقول بعض المعلومات إن أخر برميل نفط في العالم سيتم أخراجه من هذه المنطقة ...
هذا إضافة إلى الغاز الطبيعي الذي تزخر به هذه المنطقة...
وتفيد المعلومات المؤكدة إن منطقة الاهوار الجنوبية تضم أهم احتياطي للبترول، والغاز، في العراق كله.
أما الثروة الزراعية التي تمتاز بها المنطقة الجنوبية خصوصاً أهوار الجنوب ، والمنطقة المحيطة بها، فهي التمور، حيث يشتهر العراق بهذا المحصول وجودته، ويزرع في البصرة، وحدها حوالي العشرين مليون نخلة، إلا إن هذا العدد تناقض منذ الثمانينات إلى أقل من النصف بسبب الحروب، وسياسة تجفيف الاهوار في الجنوب، وسياسة التصحير المتعمدة، والسياسة الزراعية المدمرة للزراعة في البلاد...
وتوجد في الجنوب وعلى حافات الأنهار، والاهوار أفضل أنواع النخيل في العلم، خصوصاً في البصرة والناصرية ولعدة سنوات كان التمر العراقي يغزو الأسواق العالمية في أوربا، وغيرها وكانت الهند، والباكستان وبلدان افريقية تستهلك كميات كبيرة من هذا الإنتاج كل عام، خصوصاً في الخمسينات والستينات كما تعد هذه المنطقة من أخصب الاراضي في العراق فضلاً عن توفر المياه وصلاحية المناخ لزراعة القمح، والرز، والشعير، والذرة البيضاء، والبطيخ الأحمر، والطماطة، والباقلاء، وغيرها ...
أما الثروة الحيوانية: الجاموس، والبقر، والأغنام، تعتبرها الاهوار البيئة الطبيعة لعيش الجاموس الذي لا يتيسر له العيش في غير هذه المنطقة، حتى إن المنطقة في الثمانينات كانت تضم عشرات الآلاف من هذه الثروة في منطقة الاهوار، حيث كانت الاهوار الجنوبية مأوى للملايين من الأسماك التي تتكاثر أيام الربيع، وتزداد إعدادها بشكل مثير في هذا الفصل، وتضم أفضل الأنواع في المنطقة والعالم ...
وتحتل الطيور موقعاً متقدماً في ثروة الاهوار حيث تعتبر غابات الاهوار من القصب، والبردي من أهم المناطق لتكاثر الطيور وسكانها، وهجرتها من مناطق العلم المختلفة كالمناطق الباردة مثل سيبريا، وشمال أوربا خصوصاً في أيام الربيع والصيف،وتضم الطيور في أهوار العراق أهم الفصائل من هذه الثروة العظيمة، التي فتك بها النظام العراقي، أو بددها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jajao
عضو شاد حيلة
jajao


عدد الرسائل : 299
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

تاريخ الاهوار العراقيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الاهوار العراقيه   تاريخ الاهوار العراقيه I_icon_minitimeالجمعة أبريل 11, 2008 12:15 pm

في الأرض بعد عمليات التدمير المتعمد الاهوار الجنوبية التي كانت مأوى عالمي للطيور، كما تقول احدث الدراسات العلمية حول هذا الموضوع ......
ومن أهم أنواع الطيور في المنطقة كانت البلابل بأنواعها، ومالك الحزين، واللقلق، والبرهان، والبط، والهدهد، والحذاف، والرخيوي، والصيومي، والوردة، والاوز، وهناك أسماء شعبية أخرى تطلق على أنواع مختلفة من الطيور بعضها يستعمله الاهالي للطعام أو التجارة، وبعضها طيور زينة، لاتستعمل للغذاء .
وإضافةً إلى ما تقدم فإن أهوار الجنوب تحتوي على ثروة البردي والجولان، وورق القصب، وسيقانه قبل جفافها، كما تعتبر هذه المواد عجينه صالحة لصناعة ورق الكتابة، وما يتعلق بها من صناعات، حيث تعتمد عليها صناعة الورق في البلاد، كما تعتمد صناعة السكر في العمارة على غابات قصب السكر في العمارة وغيرها من مدن الجنوب ...
هذا ويمكن أن تتصور الأعمال، والحرف التي يباشرها الأفراد في هذه البيئة التي تمتاز بهذه الثروات، حيث الزراعة، وصيد الأسماك، وصيد الطيور، تربية الحيوانات، والتجارة بهذه المواد وغيرها..



حيدر شامان الصافي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jajao
عضو شاد حيلة
jajao


عدد الرسائل : 299
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

تاريخ الاهوار العراقيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الاهوار العراقيه   تاريخ الاهوار العراقيه I_icon_minitimeالجمعة أبريل 11, 2008 12:25 pm

في عام 2000 وزعت الادارة الوطنية للطيران والفضاء (ناسا) في الولايات المتحدة الامريكية صورا توكد تجفيف 90 بالمئة من اهوار العراق وقالت بان ذلك اكبر كارثة بيئية في العالم .وفي تصريح لمدير برنامج الامم المتحدة للبيئة السيد (كلاوس تويفر) قال: ان التدمير شبه الكامل للاهوار العراقية في ظل نظام صدام حسين كان كارثة انسانية وبيئية كبرى حرمت عرب الاهوار من ثقافة عمرها قرون.ولكن كيف حصلت عمليات التجفيف؟ ومن المسؤول عنها؟ وهل هناك اسباب تدعو لذلك؟ وماذا حل بالسكان بعد عمليات التجفيف ؟ هذه الاسئلة ستجيب عنها اسرار وقصص بقيت حبيسة في رؤوس الكثير من سكان مناطق الاهوار وان الاوان لكشفها.
تاريخ الاهوار العراقيه 423224_01


نبذة تعريفية مختصرة

اكد الكثير من الباحثين بان مجتمع الاهوار هو امتداد للمجتمع السومري القديم وجاء هذا الرأي على ضوء دراسات علمية وتاريخية اثبتت الشبه الكبير بين كلا المجتمعين ولكن الكثير من ابناء هذا المجتمع لايعنيهم البحث في الاصول ويكتسبون الكثير من عاداتهم وتقاليدهم عن طريق الوراثة ويمتهنون الزراعة ورعي الجواميس اضافة لمهن اخرى مثل : حراسة السدود والصيد. وتذكر بعض الاحصائيات بان عدد سكان الاهوار في بداية السبعينيات كان يقدر بـ(500) الف نسمة ينتشرون على مسطح مائي يصل حجمه الى (20) الف كيلو متر مربع
هو عبارة عن سلسلة من المستنقعات والبحيرات المتداخلة تمتد بين مدن العمارة والناصرية والبصرة تسكنها عشائر مختلفة في العادات واللهجات وتعتبر منطقة الاهوار حاضنة للكثير من المعارضين للانظمة السياسية على امتداد تاريخ البلاد ،لوجود متاهات عديدة تخفي مئات الافراد ومنها انطلقت العديد من الثورات كرد فعل ،على سنوات من الظلم والتجاهل لهذا المجتمع . واسفل المسطحات المائية يوجد خزين نفطي يقدر بـ (30) مليار برميل من النفط الخام ويحصل سكان هذه المناطق على غذائهم من حقول الرز الكبيرة التي كانوا يزرعونها والجواميس التي توفر لهم الحليب ومشتقاته وكذلك يحصلون على الاسماك والطيور من المستنقعات المحيطة بهم وهذا ما جعلهم ينعزلون عن المجتمعات المدنية .وهم سكان يتقنون القتال والغناء معا ويحترمون السادة وكبار السن والغرباء وهم في سنوات متاخرة من الفتح الاسلامي كانوا يتكلمون اللغة الآرامية وربما هم آخر من دخل من الشعوب العراقية في الاسلام وهذا ما جعل باحثاً مثل غافن يونغ يقدر عمر هذا المجتمع بخمسة الاف سنة.

لماذا جففت الاهوار؟



تاريخ الاهوار العراقيه 423614_03
احتضنت اهوار العراق خلال حكم الدكتاتور صدام حسين عشرات المعارضين لهذا النظام وكانت الحكومة بين حين واخر تنظم (حملات) بزوارق بخارية لأمساكهم او امساك ذويهم ولكن الصدمة التي اثارت الدكتاتور هي الانتفاضة التي جرت في المناطق الجنوبية بعد تمرد وهروب الجيش عن طريق دولة الكويت في عام 1991وهذه الانتفاضة ادت الى مقتل العشرات من اعضاء حزب البعث وبعضهم حرق بكتب (طريق البعث) وادت الانتفاضة الى دخول العديد من العراقيين الذين طردوا الىايران خلال فترة الثمانينيات بحجة التبعية الايرانية وكذلك الاشخاص الذين وقعوا في الاسر ورفضوا العودة الى البلاد ورفعت خلال الانتفاضة شعارات دينية وسرقت الاف المخازن الممتلئة بالاسلحة من القطعات العسكرية القريبة من الاهوار واصبحت المساجد ورجال الدين من المعممين هم السلطة ودخل الكثير من معارضي النظام الى المدن القريبة من الاهوار وبدأوا يديرونها وينظمون الحياة فيها،وامتدت انتفاضة سكان الاهوار لتشمل اغلب المناطق الوسطى والجنوبية في البلاد واظهرت رغبة حقيقة في تغيير النظام، ولم يكن المنتفضون لديهم وعي سياسي عال لذلك لجأوا الى الشعارات الدينية والشعائر التي حرمهم منها الدكتاتور صدام.


تاريخ الاهوار العراقيه 423727_04

الهرب من الكيمياوي

في لقاء مع العميد (خ.س) والذي كان مقرباً من مصدر القرار الحكومي في تلك الفترة قال: ان صدام كلف القائد العسكري بارق الحاج حنطة القضاء على التمرد في الاهوار ولكن بارق حاول التنصل وقال لصدام بانه لايقتل العراقيين وادى هذا الرفض ببارق الى الاعدام واضاف: لقد كلف عزت الدوري بالاشراف على الهجوم والقضاء على المنتفضين وكان عزت الدوري يشرف على اثنين من الضباط الكبار واللذين اشرفا على العمليات وهما اياد فتيح الراوي وعبد الواحد شنان آل رباط وكانت مهمة فتيح الراوي تصفية مدينة العمارة وآل رباط واسندت إليه مهمة تحرير مناطق الاهوار وهذا الاسلوب اتخذ في مدينتي البصرة والناصرية ايضا ولكن تحت امرة ضباط آخرين ولكن في مدينة العمارة حيث توجد اهوار متصلة بايران من جهة وبمدينة الناصرية من جهة جعل الحكومة تركز عليها.



قبل البدء بالهجوم اعلنت مكبرات الصوت الحكومية من خلال طائرات مروحية بان مدينة العمارة ستضرب بالغازات الكمياوية واستمر العميد ( خ.س) في كلامه:وهذا الخبر ادى الى هرب الكثير من المنتفضين الى مناطق الاهواروقدر في حينها بـ (100) الف شاب واغلبهم مسلحون وكانت القوات التي تتبعهم اغلبها من الضباط وفي منطقة الاهوار خاض الجيش معركة كبيرة مع المنتفضين خاصة تلك المعركة التي جرت في قرية الشطانية والتي استخدم فيها الجيش مايقارب (150)كغم من قذائف النابالم واصيب فيها قائد الحملة عبد الواحد شنان آل رباط من نيران المنتفضين واستخدمت الطائرات المروحية في جمع مئات الشبان هم وزوارقهم من خلال شباك الطائرات المروحية وكانت قوات التحالف في تلك الفترة قد اعطت الضوء الاخضر لنظام صدام باستخدام المروحيات لانها احست بان المنتفضين يريدون اقامة دولة دينية في العراق.
وادى الاعتقال والقتل العشوائي الى اختفاء اكثر من (50) الف مواطن من ابناء المنطقة بعضهم اقتيد الى السجون والبعض الاخر هرب الى ايران.
تاريخ الاهوار العراقيه 423838_05
كيف جففت الاهوار؟


قبل بدء التجفيف قام النظام الدكتاتوري بشراء الاسلحة من سكان مناطق الاهوار وباشراف سماسرة وموالين ثم كلف الجهد العسكري وباشراف مباشر من حسين كامل وعدد من المهندسين بوضع خطة محكمة لتجفيف الاهوار فقاموا في منطقة الفرات بشق قناة اطلق عليها(ام المعارك) تمتد الى اكثر من (100)ميل حول الاهوار الاصلية في الناصرية وعند اعلى نهر ام المعارك تم تحويل بلايين الغالونات من مياه الفرات في قناة اخرى تصب وسط الصحراء وفي العمارة تم شق قناة نهر العز وهي بعرض (1)كم وتمتد من الاهوار الوسطية حتى مدخل مدينة القرنة في البصرة وشفط هذا النهر الكبير مياه اهوار الشطانية والصيكل والصحين وهذه الاهوار هي المغذية الرئيسية لهور الحمار وهور السناف ورشت العديد من الطائرات مادة سائلة اسهمت في موت النباتات في هذه الفترة وتم اسناد العاملين في تجفيف الاهوار بفرقة عسكرية هي الفرقة (18) والتابعة الى الفيلق الرابع واسهم العقيد مزهر التكريتي آمر استخبارات الفيلق الرابع بقتل المئات من سكان مناطق الاهوار خلال فترة التجفيف. وقام النظام السابق خلال هذه الفترة ببناء سدود وخزانات ماء عديدة وطلب من تركيا وسوريا تقليل الماء القادم الى العراق . وهكذا بدأ يتوسع التصحر وشق الطرق الترابية لملاحقة الفارين وصرح عدد من المسؤولين السابقين بان التجفيف سيسهم في النمو الاقتصادي بينما كان هدفه الرئيسي سياسيا وبقي هور الحويزة هو الوحيد الذي يتمتع بالحياة لان امداداته المائية كانت تاتي من ايران.

تاريخ الاهوار العراقيه 423951_06


احاديث الناس
مرود حسون 45 عاما من سكان أحد الأهوار تحدث عن تلك الفترة فقال: لقد عشنا تحت ظل خوف كبير ومات العديد من اولادنا في حملات النظام ضدنا ونحن لم نكن نعمل في السياسة ..كنا فلاحين وصيادين وهم كانوا يريدون قتل الحياة وفعلاً حصل لهم ذلك واصبحنا بين لحظة وضحاها بلا اسماك وبلا طيور ونامت الزوارق حزينة فوق الطين واصبح الصيادون يذهبون الى المدينة لغرض شراء الاسماك، والطيور لم تعد تصل الينا. واضاف : تصوربان ارض الاهوار الجميلة اصبحت مشققة وتخرج منها ابخرة غريبة وخانقة وقالوا لنا لاتخافوا انها حرارة النفط الموجود بكثرة في اعماق الارض ..ان تلك الايام هي ايام الموت الحقيقي. مواطن اخر من سكنة الاهوار اسمه(عواد حميد) قال حول معاناته مايلي: نحن كنا من رعاة الجواميس التي كانت منتشية بسبب وجود المياه بوفرة وحين اختفت هزلت اجساد الجواميس واصيبت بامراض مختلفة مما اضطرنا الى بيعها وشراء الاغنام.
لقد تغيرت حياتنا بين ليلة واخرى وانتشرت بين السكان امراض التايفوئيد والحمى السوداء والتهاب الكبد الفايروسي والتدرن.
مواطن اخر اسمه(رسن خاجي) تحدث عن تلك الفترة فقال :تجفيف الاهوار اسهم في تهجير اغلب سكان مناطق الاهوار الى المدن الصغيرة المحيطة بها وهذا الحل حرم العديد من السكان من ممارسة حياتهم وفق مايريدون ولكن ماذا نفعل لصدام وهواستخدم القوة وتدنيس الاعراض ضد اناس ابرياء.

كلمة اخيرة
في عام 2000 بقيت من الاهوار الاصلية سبعة بالمئة هي تلك المحاذية لايران
وبقيه من السكان الاصليين (20) الف نسمة فقط واختفت العديد من الحرف واثر التجفيف على الاوضاع النفسية للسكان وعلى التقاليد والعادات المتوارثة وبهذا يكون تجفيف الاهوار واحداً من اخطر الجرائم التي سببها نظام الدكتاتور صدام حسين في العراق.

http://www.iraqmemory.org/inp/view.asp?ID=149__________________
قال الله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )




كان هناك خطأ شائع في الاوساط العلمية والعامة، يقول بأن السهل الرس الرسوبي في جنوبي ووسط العراق كان بحرا في العصر الحجري القديم، اي قبل نصف مليون سنة، وبدأ هذا البحر بالتراجع نحو الجنوب بفعل ترسبات الطمى التي يأتي بها نهرا دجلة والفرات وروافدهما. وهكذا ظهر السهل الرسوبي بوضعه الحالي، وكان اصحاب هذا الرأي يقولون بأن الاهوار في جنوبي العراق هي من بقايا البحر المزعوم. لقد بني هذا الرأي الخاطئ على نظرية وضع اسسها في اواخر القرن التاسع عشر الاثاري المعروف "دي مورغن" الذي اشتهر بتحرياته الاثرية في مدينة "سوسة" عاصمة العيلاميين في جنوب غربي ايران. والذي اكد نظريته ان معظم القسم الجنوبي والاوسط من العراق كان مغمورا بمياه البحر وحدد خط الساحل إبان العصر الحجري القديم، اي قبل نصف مليون سنة كما اسلفنا، بالخط المار بين هيت وسامراء نزولا الى بلد. وقال ان المرتفعات الموجودة في هذه المناطق كانت جرفا لساحل الخليج. وتبع مورغن برأيه ذلك معظم المؤرخين والاثاريين، ووضع خطا اخر ارتآه القائلون بهذه النظرية عندما تراجع الخليج بمرور الازمان في الخط المار بين مدينة اور والعمارة، وكان جل ما استند اليه في نظريته يدور حول تحديد بعض المدن القديمة، بافتراض بأنها كانت تقع على الساحل القديم او انها كانت تبعد عن الساحل بمسافات قليلة، وقد استنتجوا ذلك بشكل افتراضي من النصوص القديمة وخاصة اسماء الاماكن القديمة التي وردت في حملة الملك الاشوري سنحاريب على بلاد عيلام عام 696 ق. م واخبار البعثة البحرية التي قام بها نيرخس قائد اسطول الاسكندر الكبير عام 325 ق. م التي ورد فيها اسم بعض المدن مثل"كراكس" الكرخا الحالية في جنوبي ايران والتي تبعد الان عن خط الساحل مسافة 47 كيلو مترا. حيث اشير في النص الى انها كانت تقع على الساحل ويصعب التأكد من صحة هذا النص. وحسب اصحاب هذه النظرية فان معدل تكوين اليابسة جراء تراجع الخليج صوب الجنوب بفعل ترسبات الطمى والغرين التي يحملها الرافدان ونهر الكارون بمعدل 115 قدما في العام الواحد اي زهاء الميل ونصف الميل في القرن الواحد. واستندوا ايضا الى النصوص المسمارية التي تؤكد بأن مدينتي اور واريدو كان لهما ميناء على البحر الموهوم، واكدوا بعد ذلك أن الاهوار هي بقايا ذلك البحر الذي كان يغمر جنوبي العراق. الا ان هذه النظرية فندت عندما قام فريق من الجيولوجيين على رأسهم "ليزو فالكون ورايت" عام 1950 بتحريات جيولوجية واسعة في المنطقة ونشروا نتيجة تحرياتهم الحقلية في مؤلف كبير، ودللوا على ان ابحاثهم العلمية اكدت بأن حدود الساحل لم تكن في الماضي ابعد الى الشمال من وضعها الحاضر، وان حدود الساحل الموهوم الذي افترضه الآثاريون لم يكن له وجود على الاطلاق.

http://www.iraqlights.com/uploading/free1/ah1.jpg

واظهرت نتائج تحريات ذلك الفريق ان هذه المنطقة من العراق معرضة لعملية البناء الجيولوجي التكتوني التي تسبب الانخساف والانخفاض في مستوى الساحل، وان درجة الانخفاض او الانخساف تعادل عملية الملء والردم الناتجة من ترسبات الطمى والغرين التي يجلبها الرافدان في مواسم الامطار والفيضان. ولهذا السبب ظلت الاهوار في منطقة العراق الجنوبية منذ تكوينها في القرنين السادس والسابع الميلاديين، ولو تركت عملية الترسبات وحدها لكانت كافية لردم الاهوار وتحويلها الى سهول غرينية في هذا الزمن الطويل. ولكن هذه الترسبات تصب في حوض دائم الانخساف. اما مسألة وجود موانئ في بعض المدن القديمة مثل اور واريدو، فقد اثبتت التقنيات وجودها وان هاتين المدينتين لم تكونا يوما ما على الساحل بل كانت الموانئ على نهر الفرات مثلما اثبتت الحفريات ذلك. وكان الفرات يمر بمحاذاة مدينة اور وعلى مسافة قصيرة شرقي مدينة اريدو ولكن بمرور الزمن بدل مجراه حيث يمر الان بمدينة الناصرية شرقي اور بحدود عشرين كيلو مترا

http://www.iraqlights.com/uploading/free1/ah2.jpg
الاهوار
ويبقى السؤال كيف نشأت هذه الاهوار. . . ؟ لدينا شواهد علمية اكيدة حصلنا عليها من تحرياتنا الاثرية عندما كان الهور موجودا بعافيته وبعد تجفيفه من قبل النظام البائد، بأن اجزاءً كبيرة من اهوار محافظتي الناصرية وميسان كانت ارضا يابسة تستغل بالزراعة وكان هناك بعض المستنقعات الدائمية المحصورة وخاصة في محافظة ميسان. والدليل على ذلك هو انتشار المواقع الاثرية فيها، ففي هور الحمار الذي تقدر مساحته بمليون وثمانية واربعين الف دونم تمكنا من تثبيت 122 موقعا اثريا بين صغير وكبير وتاريخ بعض المواقع يعود الى عصر فجر السلالات السومرية اي بحدود 2800-2350 ق. م. وتتوزع هذه المواقع على المناطق التالية، الجبايش، الاصلاح، العكيكة، السديناوية، كرمة بني سعيد وهذه المواقع اما كانت مغمورة بالهور واما يحيط بها الماء وذلك حسب ارتفاعها.
اما في محافظة ميسان فهناك 48 موقعا اثريا مكشوفا يعود تاريخ اغلبها الى العصور الفرثية والساسانية وبعضها اقدم تعود الى الالف الاول ق. م وتنتشر هذه المواقع في هور الحويزة، والوادية، والصحين، وبريدة. . الخ وهي كأخواتها في اهوار الناصرية اما كانت مغمورة في الهور واما محاطة بمائه. وهناك تجمعات سكانية حديثة أقيمت في الهور على التلال الاثرية، حيث ترى قطع الفخار وكسر الاجر القديمة منتشرة عليها كما لاحظت ذلك شخصيا في منطقة الجبايش في عام 1970. ويذكر العاملون في حقل النفط في الاهوار ان مكائنهم كانت اثناء عملها تستخرج كسر الفخار من اعماق مختلفة، ومن الطريف ان نذكر ورود معلومات في نص سومري يؤكد قيام السومريين بشق الجداول وكذلك استصلاح بعض الاراضي من الملوحة التي ظهرت بوادرها بحدود عام 2400 ق، م واستمرت زمنا طويلا بعد ذلك كما هو معروف في وسط العراق وجنوبيه. كل ذلك يؤكد ان مناطق الاهوار كانت ارضا يابسة عاش عليها العراقيون وزاولوا نشاطاتهم الاقتصادية والاجتماعية وبنوا حضارتهم العتيدة كما في باقي اجزاء العراق وفي نحو 629م طغى الرافدان وروافدهما طغيانا هائلا لم يسبق له مثيل وخربت مشاريع السدود ومشاريع الري الرئيسية التي اهملت لضعف الدولة الساسانية في اواخر ايام حكمها في النهروان وسد العظيم القديم وكذلك سد ديالى القديم ومناطق اخرى. وغير الرافدان مجريهما في مناطق عديدة في الوسط والجنوب فانقلبت مناطق اقصى الجنوب الى اهوار واسعة تمتد كالبحر وصارت تعرف هذه الاهوار حينها بالبطائح وقد وصفها المؤرخون والبلدانيون العرب وصفا مسهبا وادخلوها على خرائطهم

من مجلة ميزوباتاميا






<table cellSpacing=6 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td noWrap>
</TD>
<td width="100%"> </TD></TR></TABLE>

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ الاهوار العراقيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العراق :: اقسام فكرية :: منندى عراق المحبه-
انتقل الى: