الان اسمحي لي بابداء راي بسيط هنا ::
مسالة النهج او المنهج .. ليس من السهل تقييدها حسب الاهواء
فمن قال ان نهج الامام علي -ع- هو الحروب ؟!!
انا لا اتفق مع كل من يذهب الى هذا الكلام الغريب .. فالحرب محكومة بالظروف
والمقدرة عليها فاذا تمكن الامام بحرب اعداء الدين قام بذلك .. لكن اذا لم يسمح الظرف
فلا يمكن ان يقاتل الامام احداً ...
وكذلك ((( المرحلة ))) فلكل مرحلة ادواتها ومنهاج عملها ..
فحتى الانبياء كانت مناهجهم تختلف وكلها تاخذ بعين الاعتبار - المجتمع وثقافته - والمرحلة ومتطلباتها -
والادوات المتوفرة ...
فاهل البيت عليهم السلام كانت لهم استراتيجية ثابته وهي - الحفاظ على القيم الالهية - التي
لا تتقاطع نهائياً مع القيم الانسانية .. وليس ستراتيجيتهم الحروب ابداً !!
ولذلك نجد حتى النبي الاكرم -ص- يبتعد احيانا عن شبح الحروب المدمر ويعقد الصلح
وكذلك الامام الحسن سلام الله عليه نقرأ بين - سطور - حركته مع معاوية عملية غاية بالذكاء
وهي ان الامام -ع- هو من ابعد قومه عن نيران الحرب وليس معاوية بدهائه كما يعتقد البعض
فلو رجعنا الى القائد الذي عينه الامام -ع- على الجيش لوضعنا علامة ( ؟ ) عليه لانه كان مؤهل
ان يبيع ضميره للطرف الاخر وهذا ما حصل بالفعل ...
ولو رجعنا الى فترة حكم الامام علي سلام الله عليه وكيف كان يتوجع من عدم طاعة قومه له
وتثاقلهم من الحروب وينتظرون الصيف شتاءاً والشتاء صيفاً !!
لعلمنا ان الامام الحسن -ع- يعلم ان قومه تعبوا كثيراً من الحروب كما انهم مؤهلين لترك
روح الدين بسبب القتال المستمر لذلك عمد الى - تكتيك - منقطع النظير الى ابعادهم عن
هوّة المعارك وروائح الدم والقتل ...
علما انه تحمل الكثير من الكلام الجارح من بعضهم !!
لكنه عليه السلام لو قاتل بهم لما حقق شيء يذكر لان الكثير يرى بمعاوية - خليفة للمسلمين -
فهناك معالم للدين كثيرة لم يغيرها معاوية - لدهائه - وكما يقول الشهيد محمد باقر الصدر
( طالما الشعائر الظاهرية للاسلام موجودة فلا يقوم الامام بالحرب .... )
حتى الامام الحسين - ع - لم يقاتل معاوية فترة استمرت 10 سنوات تقريباً ....
لكن لما جاء بعده ابنه يزيد ... تغيرت المعادلة لان يزيد لم يحفظ شيء من - الشعائر الظاهرية -
فقام الامام -ع- وقال كلمته العظيمة - انما اريد الاصلاح في امة جدي -ص- -
اذن صار هناك تعطيل واسع للقيم السماوية بل عملية مسخ وطمس لتلك القيم ...